ما معنى السحاق أو المساحقة ، و ما حكمها الشرعي ؟
صفحة 1 من اصل 1
ما معنى السحاق أو المساحقة ، و ما حكمها الشرعي ؟
السلام عليكم
المعنى اللغوي للمساحقة :
السحاق و السحق و المساحقة في اللغة العربية كلها بمعنى واحد ، يراد بها دَلْكُ فَرج الأنثى بفرج أخرى بدافع الاستمتاع الجنسي .
و يرادف كلمة السحاق بالإنجليزية : Lesbianism ، و قيل أن أصل كلمة " Lesbianism " إغريقي يعود إلى جزيرة " Lesbos " اليونانية و هي مسقط رأس الشاعرة اليونانية " Sappho " الشاذة جنسياً و التي كانت تمارس السحاق مع النساء اليونانيات في القرن السادس قبل الميلاد .
الحكم الشرعي للمساحقة :
المساحقة معصية كبيرة من أشد الكبائر و من أعظم المحرمات ، و هي من أنواع الإنحراف و الشذوذ الجنسي ، أو الممارسات الجنسية المثلية الخاطئة المخالفة للفطرة الإنسانية السليمة ، فقد رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ( صلى الله عليه و آله ) أنَّهُ قَالَ : " سِحَاقُ النِّسَاءِ بَيْنَهُنَّ زِنًى " [1] .
بل عُبِّرَ عن السحاق في بعض الروايات بأنه الزنا الأكبر ، و في رواية أخرى أن السحاقيات ملعونات [2] .
العقاب الدنيوي للمساحقة :
أما عقابها الدنيوي فحدُّها حدَّ الزاني مئة جلدة ، فإذا ساحقت الأنثى غير المتزوجة أنثى غير متزوجة فالحد الشرعي الواجب على كل واحدة منهما مائة جلدة ، و أما إن كانتا متزوجتين و محصنتين [3] كان على كل واحدة منهما الرجم .
وَ عَنِ النَّبِيِّ ( صلى الله عليه و آله ) أنَّهُ قَالَ : " السَّحْقُ فِي النِّسَاءِ بِمَنْزِلَةِ اللِّوَاطِ فِي الرِّجَالِ ، فَمَنْ فَعَلَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً فَاقْتُلُوهُمَا ، ثُمَّ اقْتُلُوهُمَا " [4] .
و يثبت الحكم في السحاق بقيام البيِّنة ، و هي شهادة أربعة عدول ، أو إقرار المرأة على نفسها أربع مرات دفعة بعد أخرى من غير إكراه ، مع كمال عقلها ، و إذا تكررت المساحقة تقتل الفاعلة و المفعولة ، و يسقط حد السحق بالتوبة قبل إقامة البينة الشرعية .
العقاب الأخروي للمساحقة :
عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ جَرِيرٍ ، قَالَ سَأَلَتْنِي امْرَأَةٌ أَنْ أَسْتَأْذِنَ لَهَا عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ [5] ( عليه السَّلام ) ، فَأَذِنَ لَهَا ، فَدَخَلَتْ ... .
فَقَالَتْ : أَخْبِرْنِي عَنِ اللَّوَاتِي مَعَ اللَّوَاتِي ، مَا حَدُّهُنَّ فِيهِ ؟
قَالَ : " حَدُّ الزِّنَا ، إِنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يُؤْتَى بِهِنَّ قَدْ أُلْبِسْنَ مُقَطَّعَاتٍ مِنْ نَارٍ ، وَ قُنِّعْنَ بِمَقَانِعَ مِنْ نَارٍ ، وَ سُرْوِلْنَ مِنَ النَّارِ ، وَ أُدْخِلَ فِي أَجْوَافِهِنَّ إِلَى رُءُوسِهِنَّ أَعْمِدَةٌ مِنْ نَارٍ ، وَ قُذِفَ بِهِنَّ فِي النَّارِ ... " [6] .
المساحقة تاريخياً :
قال الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) لإمرأةٍ سالته عن المساحقة : " ... أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ ، إِنَّ أَوَّلَ مَنْ عَمِلَ هَذَا الْعَمَلَ قَوْمُ لُوطٍ ، فَاسْتَغْنَى الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ ، فَبَقِيَ النِّسَاءُ بِغَيْرِ رِجَالٍ ، فَفَعَلْنَ كَمَا فَعَلَ رِجَالُهُنَّ " [7] .
و هي أيضاً من الذنوب التي كانت عليها النساء من أصحاب الرَّس .
فقد رُوِيَ عن الإمام جعفر الصادق ( عليه السَّلام ) أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ نِسْوَةٌ ، فَسَأَلَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ عَنِ السَّحْقِ ؟
فَقَالَ : " حَدُّهَا حَدُّ الزَّانِي " .
فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ : مَا ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذَلِكَ فِي الْقُرْآنِ ؟
فَقَالَ : " بَلَى " .
قَالَتْ : وَ أَيْنَ هُوَ ؟
قَالَ : " هُنَّ أَصْحَابُ الرَّسِّ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى